%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%20%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9%20%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%85%20%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%88 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

آرام فتاة جولانية تحلم بدراسة علوم النانو
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 21\07\2011
عادة، عندما نسأل طفلاً "ماذا ستصبح في المستقبل؟"، فإننا غالباً ما نسمع الجواب المعهود: دكتور، محامي أو مهندس، لكن آرام ابنة الثالثة عشرة تفاجئك بأنها ستدرس علوم "النانو تكنولوجيا"، وهو ما يصيبك بصدمة، وربما بالاستخفاف، قبل أن تتحدث إليها وتعرف أنها بدأت بالفعال التعاطي مع "تقنية النانو"، وأنها قضت الشهر الأول من العطلة الصيفية في مختبرات جامعة تل أبيب، تخط أولى خطواتها في هذا العلم الحديث، الذي لا يزال الخوض فيه حصراً على الدول المتقدمة.

إنها آرم ملحم أبو صالح من مجدل شمس، وهي طالبة أنهت الصف السابع، لكنها تدرس ضمن 30 طالباً من مختلف قرى الجولان في كلية "تل حاي" في مسار خاص مواز للمسار التعليمي العادي، لكنه خصص للموهوبين من الطلاب، الذين بينت الاختبارات أن لهم قدرات علمية مميزة، وهم بذلك يدرسون مواضيع تفوق تعقيداً ما يتعلمه أترابهم في المنهاج المدرسي.

آرام في الجامعة

ثقة بالنفس

تتحدث آرام بثقة كبيرة، وهي تصف أيامها في مختبرات الجامعة، وكيف أنها كانت الفتاة العربية الوحيدة بين 14 طالباً وطالبة، تم اختيارهم من بين الطلبة الموهوبين من المدارس الاسرائيلية، للمشاركة في هذه الدورة، وتقول:

"تلقيت رسالة من جامعة تل أبيب تخبرني أنه بإمكاني المشاركة في دورة علمية تقام في الجامعة خلال فترة الصيف، لكن علي قبل ذلك اجتياز امتحانات القبول، فقدمت الامتحانات وقبلت للتعليم في دورة عن "أسرار علم الكيمياء"، وقد قبل لهذه الدورة 14 طالباً فقط، حيث درسنا مواضيع متقدمة في الكيمياء وبعض الخصائص الفيزيائية للمادة".

حاجز اللغة

بالرغم من الغرابة التي يثيرها اهتمام فتاة في هذه العمر بعلوم الكيمياء، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه أولاً هو كيف اجتازت آرام حاجز اللغة، لأن التعليم في الجامعة يتم باللغة العبرية، فتقول:
"في دورة الموهوبين في تل حاي نتعلم باللغة العبرية، وهذا أكسبني مهارات جيدة في اللغة، لكن مع هذا كانت تواجهني بعض الكلمات التي لا أعرف معناها، عندها كنت أسجلها على هامش دفتر الملاحظات، وكنت أسأل عنها المعلم في نهاية المحاضرة، أو أبحث عن معناها في القاموس عند عودتي إلى غرفتي. لكن اللغة لم تشكل عائقاً كبيراً، ولم أشعر أن زملائي اليهود كانوا يفهمون المادة أكثر مني، بل على العكس، حتى أن مركزة الدورة سألتني إذا ما كنت أرغب في الانتقال إلى مستوى أعلى مع من هم أكبر مني سناً، وأعتقد أنني في السنة القادمة سأفعل ذلك".

النانو تكنولوجيا

تقول آرام أنها لم تسمع بمصطلح النانو تكنولوجيا من قبل، ولكنها الآن تعتقد أنه من أهم العلوم الحديثة وسيدخل مستقبلاً في كل الصناعات:
"بعد سماعي للمحاضرات، ثم مشاركتي في ورشات عمل في المختبر في موضوع النانو تكتولوجيا، قررت أنني سأتعلم هذا الموضوع، وأختص في تكنولوجيا الأجسام المخفية، وهو ما لم يتمكن العلم حتى الآن من الوصول إليه. إذا ما اخترعنا مادة غير عاكسة للضوء تماماً، فإن هذه المادة ستكون غير مرئية، ويمكن طلاء أي جسم بها ليصبح هذا الجسم غير مرئي، كمن يلبس (طاقية الإخفاء السحرية).

آرام طالبة جامعية

وتصف آرام تجربتها في الجامعة فتقول أنها تجربة رائعة وأنها استفادت منها كثيراً، وتلخص ذلك في أمرين:
الأول وهو خوض التجربة كطالبة جامعية مثل أي طالب جامعي بالغ تماماً، والعيش هناك بصورة مستقلة، والاعتماد على النفس بصورة كاملة.
الأمر الثاني وهو الهدف العلمي من هذه المشاركة وخوض غمار العلم والمعرفة في مجال أحبه وأنوي المتابعة فيه وهو الكيمياء.

العالم كبير والمجال مفتوح

وعند سؤالها عن انطباعاتها والأفكار التي عادت بها من هذه الدورة، تقول آرام:
"اكتشفت كم هو العالم كبير وواسع، وكم هو المجال مفتوح أمام الأشخاص الذين يملكون الرغبة في التعليم، وهذا ما أعطاني دافعاً كبيراً وتشجيعاً للمتابعة".
وتضيف: "أدعو كل الطلاب بأن يكون لديهم طموح وأن يسعوا للحصول على العلم. هذا ليس صعباً، ولدى أي إنسان القدرة على ذلك، شرط أن تتوفر لديه الرغبة. ومشاركتي في هذه الدورة بينت لي أن لدينا هنا في المنطقة إمكانيات بشرية وأساس علمي لا يقل عن أي مكان آخر في العالم، وهو ما يؤهلنا لأن نصل إلى أعلى المراتب العلمية، ولذلك علينا الانفتاح أكثر على العالم وعدم الخوف من خوض هذه التجارب العلمية".